الانتباذ البطاني الرحمي: المرض النسائي الصامت الذي يُؤثر على الخصوبة ويُعطل حياة آلاف النساء دون تشخيص واضح
آلام شديدة أثناء الدورة الشهرية، انتفاخ في البطن، تعب مستمر، وآلام خلال العلاقة الحميمة… هل من الممكن أن لا تكون مجرد “آلام عادية” للدورة الشهرية؟
الانتباذ البطاني الرحمي (أو ما يُعرف بالاندومتريوز) هو مرض نسائي لا يزال غير معروف بالشكل الكافي، رغم أنه يصيب امرأة واحدة من كل عشر نساء حول العالم. وفي المغرب أيضاً، تعاني آلاف النساء منه، غالباً من دون علمهن.
يحدث هذا المرض عندما تبدأ بطانة الرحم (التي تُسمى بالبطانة الرحمية) بالنمو خارج الرحم، مثل فوق المبيضين، قنوات فالوب، المثانة، وأحيانًا حتى الأمعاء. وخلال كل دورة شهرية، يتفاعل هذا النسيج مع الهرمونات وكأنه داخل الرحم: فينتفخ، وينزف… لكن الدم لا يجد طريقه للخروج، مما يؤدي إلى التهابات وتكوُّن أكياس وأوجاع شديدة.
العرض الرئيسي هو ألم في الحوض، خاصة أثناء الدورة الشهرية. لكن قد تظهر أيضاً آلام أثناء الجماع، أو عند الذهاب للحمام، أو حتى في أوقات أخرى من الشهر. بعض النساء يُعانين كذلك من صعوبة في الحمل بسبب هذا المرض.
ما يجعل تشخيص الانتباذ البطاني الرحمي صعبًا هو أن الكثير من النساء يعتقدن أن “الألم أثناء الدورة شيء طبيعي”، لكنه في الحقيقة ليس كذلك. الألم الشديد الذي يمنع المرأة من العمل، أو المشي، أو ممارسة حياتها بشكل طبيعي، لا يجب تجاهله أبداً.
قد يستغرق التشخيص وقتًا، لكن هناك اليوم وسائل متطورة للمساعدة، مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية المتخصصة، الرنين المغناطيسي، أو التنظير البطني. ورغم أن المرض لا يمكن علاجه بشكل نهائي، إلا أن هناك علاجات فعّالة: أدوية هرمونية، مسكنات للألم، أو عمليات جراحية في بعض الحالات.
الحديث عن الانتباذ البطاني الرحمي هو وسيلة لمساعدة النساء على فهم ما يحدث داخل أجسادهن، ووضع اسم لآلامهن، والحصول على الرعاية التي يستحقنها.
إذا كنتِ تشعرين أن هذه الأعراض تنطبق عليك، لا تترددي. تحدّثي مع طبيبة نساء. الاستماع الجيد والمرافقة الصحيحة يمكن أن تغيّر حياتك.
